منذ قديم الأزل يحاول العلماء والعامة معرفة حقيقة الحب،
وهل هو مرتبط بالقلب أو العين (التى عندما تحب تجعل كل ما تراه جميلا ولا
ترى أى شىء يمكن أن يسىء للمحبوب) أو الأذن التى تشتاق لسمع صوت المحبوب
ولكن الحقيقة العلمية التى أثبتتها الملاحظات المعملية المنضبطة، أن العقل
هو المسئول أولا وأخيرا عن الحب، لذا فقد أصبح العقل مجال خصب للعديد من
البحوث العلمية للكشف عن غموض وروعة هذه العلاقة.
ويرجع ذلك إلى نفس الطريقة التى سبق تفسير الحب عن طريق العين والشم وهى أن تستقبل المستقبلات العصبية بالأذن الصوت الذى تهتز معه الأذن بطريقة رقيقة مثل العزف، ومن طبلة الأذن إلى الفص الصدغى من المخ يحدث الإحساس النهائى للسمع، ومما سبق فإن من الملاحظ أن المخ هو الملاذ الأخير لكل الأحاسيس، ومن خلاله يتم تقيم هذه الأحاسيس ومعرفة أيهما نحب، وأيهما نكره، ولذا فإننا نسمع ونشم ونرى بالأذن والفم والعين ولكن التقييم النهائى لما نشعر به يحدث بالعقل أما حسنا أو سيئا، وبعد التقييم يبدأ المخ بإرسال الإشارات العصبية للقلب ليزيد من معدل ضربات القلب والتنفس ليحدث التنهد ويحدث احمرار فى الوجه وللجسم ليحدث الرعشة والتعرق.
كما أوضحت الدراسات الحديثة على الموصلات العصبية بالمخ، أنه مع الحب يحدث تغير فى مجموعة من الموصلات العصبية ومنها الدوبامين، والسيرتونين، والأندروفين، والدوبامين، وهو إحدى الموصلات العصبية المعروف تأثيرها على الرغبة والجنس والنشوة والسعادة، وهو نفس الهرمون الذى تعمل علية المواد المخدرة مثل الكوكايين والهروين لإحداث النشوة والسعادة، أما السيرتونين فهو معروف بهرمون السعادة الذى عندما ينخفض يظهر مرض الاكتئاب والقلق، والأندورفين هى المسكنات المركزية، والتى معها لا نشعر بأى ألم، والأدرينالين والنورادرينالين، وهما المسئولين عن الجهاز العصبى الثمبثاوى الذى من خلاله تحدث زيادة فى ضربات القلب، واحمرار الوجه، وغيرها من الإعراض الملازمة للحب، وأخيرا الأوكسيتوسن المسئول عن الشعور بالنشوة والسعادة الشديدة التى تصاحب العملية الجنسية بين الزوجين.
ليست هناك تعليقات :